واحد و عاشلُه يومين الحلقة الرابعة (عزت) و(عزيزة) .. لقطات من قصص حب الولاد والبنات
(عزت) و(عزيزة) .. لقطات من قصص حب الولاد والبنات
مغامرات عاطفية شبابية هكتبها في حلقات قصصية متصلة منفصلة.. ابطالها دايماً (عزت) و(عزيزة) ومعاهم دايما (محسن) و(هبة)
الحلقة الرابعة
(عزت) كان قلبه فاضي.. ومش بيفكر غير في مستقبله..، لكن في يوم وليلة اتغيرت حياته..
قابل (عزيزة) خطفته بجمالها، وبكلامها، ورقتها، وأدبها.. دخَّـلته دنيا تانية ماكنش عامل حسابها.. لقى فيها كل حاجة بيتمناها.. لقى روحه ريحالها ومرتحالها ولقى نفسه عايز يكمل معاها، ولقاها الوحيدة اللي تستاهل إنها تشاركة مستقبله..وأصلا هوه ماعدش شايف مستقبله من غيرها، والوحيدة اللي اتمنى أنها تكون أم لأولاده.. لأنه عايز لأولاده أحسن أم في الدنيا.. وهي هتكون أحسن زوجة وأحسن أم.. باختصار (عزت) حـبّ (عزيزة) من كل قلبه.. حبها بجد.. والأيام اتغيرت..
احلو طعم كل حاجة حواليه.. بقى بيستنى الوقت اللس يكلمها فيه بفارغ الصبر.. كان طاير من السعادة.. أخيرا قلبه دق بعد ماكان مقفول..
الدنيا اتلونت، والطيور غنت، والفراشات رقصت، والورود زهزهت، والأشجار اخضرت..
عاش الربيع جوه قلبه وابتدا زمن الدفا جواه، وبدأ يحلم بيها.. باليوم اللي هيجمعهم سوا.. كانو بيحلمو بده سوا.. وكانو بيضحكو سوا، كانو بيحسو ببعض أوي.. فاهمين بعض من غير كلام.. لدرجة إنهم بيقولو نفس الكلام في نفس اللحظة، ويبصو لنفس الحاجة في نفس اللحظة.. ويضحكو ساعتها في نفس اللحظة برضه.
لكن في عز فرحته وحلمه.. يصحى على طعم الحقيقة المر ولونها الغميق.. حقيقة كانت مستخبية ورا ضل نشوته وفرحته.. لكن زي ما بيقولو راحت السكرة وجت الفكرة.. وجت الحقيقة..
إن وجوده في حياة (عزيزة) بيسبب مشاكل ليها.. بيلخبطلها كل حاجة في حياتها وهي اللي حياتها كانت ماشية طبيعية..، يمكن ماكانتش سعيدة.. بس على الأقل كانت مستقرة وهادية..
شاف (عزت) إنه هيألمها بوجوده معاها بدل ما يفرحها.. حس إن بسببه.. عنيها هتبكي.. بدل ما يمسح دمعتها..، ورغم إن (عزيزة) عمرها ما قالتله كده..، وكانت دايما بتخبى عليه، لكنه كان بيعرف من صحباتها، ومن أختها، ومن قبلهم كان بيعرف من ملامحها، ونظرة عنيها ساعة ما يشوفها، أو من نبرة صوتها لما يكلمها.
(عزيزة).. مربيها جوز أمها اللي عمره ما كان حنين عليها، وبرضه ماكانش قاسي، لكنه كان بيعامل والدتها المريضة كويس، وشايلها على كفوف الراحة.. وكان عايز يجوزها لأبنه (محسن) اللي بيحبها طول عمره ويعتبر خطيبها فعلا..
وكانت (عزيزة) شايفه إن (محسن) مش وحش.. بالعكس مدام بيحبها يبقى هيسعدها..
كانت موافقة عليه وراضية بيه لحد ما قابلت وحبت (عزت)..، واتبدل كيانها كله، واتغيرت من ناحية (محسن) اللي حس إنها بتبعد عنه، فسألها وعاتبها..، فكدبت وخبت..، لكن..
لكن..
من امتى الحب بيستخبى و بيدَّارى؟!..
(محسن) عرف..، فسألها وعاتبها..، لكن المرادي.. بصمت!.. بعيون بتتعصر من الحزن..، عيون كل ما ييجو في عنيها _رغم هروبها منهم_ تحس أد إيه أنها وحشة!، وصغيرة!، وأنانية!، وظالمة!، وجارحة!، وقاسية!.. وكان ده كله فوق قدرتها على الاحتمال، أو الاستيعاب، أو التفكير..
كانت تايهه ومفيش دليل.. كانت بتنهار، ومفيش ايد تتمدلها.. كانت بتغرق ومفيش طوق نجاه حواليها.
كان (عزت) عارف كل ده بس كانت سكينة الحب سرقاه، كان بيمشي في طريق حبها زي المسحور، مسلوب الإرادة، مش قادر يحوش نفسه عن حبها، ولا قادر يبعد عنها..
لكن خلاص لازم يفوق ويحس بعذاب حبيبته اللي هتجننها الحيرة.. لازم يفوق عشانها، ويفكر بعقل مكانها عشانها، و.. يضحي علشانها.. كان لازم يختار إنه مايكونش أناني.. إنه مايفكرشي في قربه منها.. مدام ده هيسبب عذاب ضميرها وهيخليها تحس بالذنب ناحية (محسن) وناحية والده.. اللي مش عايزه تكون ناكرة جميله في تربيتها، ولا في تحمله لوالدتها رغم مرضها..
كان لازم يختار راحتها..
قرر يكون دليل ليها ويشاورلها على السكة، وايد تتمدلها وتقومها، وطوق نجاه ينقذها من الدوامه اللي قربت تغرقها.. حتى ولو كان ده على حسابه هوة وعلى حساب قلبه اللي هيتألم.. وهيتكسر.. وهيعيش أسوأ أيامه..
بس ألمه يهون.. تعبه يهون.. حتى موته كان عليه هاين..
بس هي ما تتعبش لحظة ولا تتألم وتحزن لحظة.. قرر إنه يساعدها بأنها تاخد قرار بالبعد عنه.. وهو كمان قرر يبعد..
من كتر خوفه عليها.. هيبعد عن حياتها عشان يضمن استقرارها..
هيبعد وهوة بيحبها..
وعشان بيحبها.. لازم يمشي.. ويسيبها تعيش حياتها زي ما كانت عيشاها
قبله .
هيمشي وهوه بيتمنالها كل خير..
هيمشي حتى لو في ده موته..
المهم عنده أنها.. تعيش.
هيمشي وهو راضى إنه عاشلـُـه يومين.. همه عنده بـكل عمره..
كفاية عليه إنه على ايديها عرف يعني إيه حب حقيقي..
عرف يعني إيه حياة..
كفاية عليه انه معاها عاش حلم جميل..
وإنه عاش..
حتى لو كان آخر الحلم ده إن مركبته ترجع ترسى على شط النسيان..
ويرجع تاني يصاحب جرحة ويحضن حزنه.. ويسجن قلبه بين ضلوعه.. وتكون نهايته.. وحدته
ويبقى زيه زي أي واحد يادوبك عاشله يومين.
Comments
Post a Comment