بعد منحها جائزة "العمر" من لجنة أمريكية للصحافيين المحترفين كبيرة مراسلي البيت الأبيض قد تخسر معركتها الثانية ضد اليهود
هيلن توماس والرئيس أوباما في قاعة المؤتمرات بالبيت الأبيض
رغم خروجها من عملها بسبب ما وصف حينها بتعليقاتها المعادية للسامية ضد إسرائيل، عادت أكبر مراسلات البيت الأبيض عمراً هيلين توماس إلى الواجهة من جديد حينما اختارها مجتمع الصحافيين المحترفين الأمريكيين، الإثنين 3-1-2011، لتلقي جائزة إنجاز العمر التي تمنح للصحافيين الذين ساهموا طوال حياتهم في المشهد الصحفي الأمريكي، وهو ما فتح النار على توماس وعلى الجمعية الأمريكية لهذا الاختيار.
ووفقاً لردود الفعل الأولية التي صدرت في أعقاب منحها الجائزة، فإنه من المتوقع أن تخسر توماس معركتها الثانية ضد اليهود، ويتم سحب الجائزة منها، بعد أن تعرضت اللجنة التي منحتها الجائزة إلى الهجوم والضغط، نظراً لتصريحات توماس المثيرة للجدل ضد إسرائيل وانتقادها لاحتلال الأخيرة للأراضي الفلسطينية، ومطالبتها اليهود بالعودة إلى الدول الأوروبية.
ووفقاً لردود الفعل الأولية التي صدرت في أعقاب منحها الجائزة، فإنه من المتوقع أن تخسر توماس معركتها الثانية ضد اليهود، ويتم سحب الجائزة منها، بعد أن تعرضت اللجنة التي منحتها الجائزة إلى الهجوم والضغط، نظراً لتصريحات توماس المثيرة للجدل ضد إسرائيل وانتقادها لاحتلال الأخيرة للأراضي الفلسطينية، ومطالبتها اليهود بالعودة إلى الدول الأوروبية.
الدين يهيمن على المشهد الإعلامي الأمريكي
عاشت أمريكا جدلاً إعلامياً واسعاً خلال عام 2010، سيطر عليه الجانب الديني بشكل لافت، والذي كانت بطلته هيلين توماس إلى جانب آخرين، من أبرزهم المذيع الكوبي ريك سانشيز صاحب البرنامج الشهير "ريك ليست" على قناة سي إن إن الأمريكية الذي طرد بعد تعليقات طالت اليهود، والذي قال إنهم يسيطرون على الإعلام في بلاده، بالإضافة إلى الصحفية في القناة نفسها أوكتيفيا ناصر االمختصة في شؤون الشرق الأوسط، والتي طردت بعدما قالت إنها "تحترم العلامة الشيعي محمد حسين فضل الله" في تعليق لها على وفاته على صفحتها الشخصية على تويتر.
ويقول مراقبون إن مثل هذه الخطوات كانت إنعاكساً لما يحدث في الشارع الأمريكي الذي عاش جدلاً عميقاً أيضاً بخصوص بناء مجمع إسلامي بالقرب من موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وحادثة التلويح بحرق نسخ من المصاحف التي قام بها أحد قساوسة مجموعة دينية صغيرة، حيث يؤكد موقع "بوليتيكو" أن هذين الخبرين كانا الأكثر متابعة للأمريكيين خلال العام ٢٠١٠.
كما غيرت هذه الأقالات من طريقة تعامل الصحفيين الأمريكيين مع الصحافة عموماً بعد أن تيقنوا أن الآراء الشخصية للصحفيين على مواقع التعارف الاجتماعية أصبحت تؤخذ في الحسبان في حياتهم الوظيفية.
ويقول مراقبون إن مثل هذه الخطوات كانت إنعاكساً لما يحدث في الشارع الأمريكي الذي عاش جدلاً عميقاً أيضاً بخصوص بناء مجمع إسلامي بالقرب من موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وحادثة التلويح بحرق نسخ من المصاحف التي قام بها أحد قساوسة مجموعة دينية صغيرة، حيث يؤكد موقع "بوليتيكو" أن هذين الخبرين كانا الأكثر متابعة للأمريكيين خلال العام ٢٠١٠.
كما غيرت هذه الأقالات من طريقة تعامل الصحفيين الأمريكيين مع الصحافة عموماً بعد أن تيقنوا أن الآراء الشخصية للصحفيين على مواقع التعارف الاجتماعية أصبحت تؤخذ في الحسبان في حياتهم الوظيفية.
الحرية تنتهي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل
وتعود قصة توماس عند خروجها في إحدى المرات من البيت الأبيض أثناء مشاركتها في احتفال يهودي، ليقترب منها أحد الكهنة اليهود ويدعى ديفيد نيسونوف ويسألها عن رأيها في إسرائيل، ليبدأ التصوير وترد عليه توماس بالقول: "على الإسرائيليين الخروج من فلسطين". ثم ترد على سؤال آخر: أين يمكن أن يتجهوا؟ لتقول: "يجب أن يعودوا إلى ألمانيا أو بولندا"، لينتشر مقطع الفيديو ويثير العديد من ردود الأفعال في بلادها.
وقالت الجمعية الأمريكية إن اختيار توماس (٨٩ عاماً) لهذه الجائزة يعود إلى يوليو/ تموز الماضي، ولا يمكن أن يتم مسح إنجازات شخص بسبب خطأ بسيط هنا أو هناك، لكن توماس لا يبدو أنها مستعدة للتنازل عن موقفها السابق.
في مقابلة نشرت على "يوتيوب" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي شرحت هيلين توماس تفاصيل ما جرى من أحداث تلت تصريحاتها الشهيرة تلك، مؤكدة أنها تفهم لماذا يعتبر البعض الإسرائيليين دائماً ضحايا، "ليس هناك من ضحايا آخرين غير اليهود لسبب بسيط، ألا وهو أن هذا العذر يخدم مصالحهم". متسائلة "لماذا لا نبكي على روسيا التي فقدت على يد هتلر ٢٥ مليون شخص". مضيفة: "إن الحرية في أمريكا تنتهي حين يتعلق الأمر بإسرائيل".
وتؤكد توماس أن موقفها واضح: "أريد أن أرى نهاية لجميع الاحتلالات الإسرائيلية لجميع الدول العربية.. لا أدري ماذا يفعلون بهذه الأراضي؟". مضيفة "لقد تم الاعتراف بإسرائيل كبلد من قبل الولايات المتحدة حينما دق الإسرائيليون الباب الساعة الثالثة فجراً على الرئيس هاري ترومان، وطالبوه بالاعتراف بإسرائيل، حيث لم يتم أمريكياً الاعتراف بأي بلد آخر بهذه الطريقة في وقت يتم مناقشة مثل هذا الاعتراف في أروقة الأمم المتحدة. نعم لقد مضت عجلة التاريخ على هذا. عليهم الخروج من جميع الأراضي المحتلة".
هيلين توماس ابنة للمهاجر جورج توماس الذي هاجر في 1890 من مدينة طرابلس بالشمال اللبناني وهو في عمر 17 سنة، لينضم إلى شقيقين كانا هاجرا قبله إلى ولاية كنتاكي الأمريكية، ثم عاد إلى طرابلس بعد 13 سنة ليتزوج والدتها مريم، وكانت أيضاً من طرابلس، وعادا معاً للعيش في قرية بكنتاكي اسمها "وينشستر"، وهناك في 4 أغسطس/ آب 1920 أبصرت هيلين النور.
ثم انتقلت العائلة في 1924 إلى مدينة ديترويت المزدهرة بصناعة السيارات في ولاية ميتشيغن، حيث افتتح والدها محلاً للبقالة، كما نشط في الوقت نفسه في حقل العقارات ليعيل عائلة من 9 أبناء على تجاوز فترة "الركود الكبير" في الثلاثينات. وفي ديترويت نشأت هيلين، أو "العجوز العربية" كما يطلقون عليها في واشنطن، وفيها بدأت العمل بالصحافة منذ 69 سنة بلا توقف.
وقالت الجمعية الأمريكية إن اختيار توماس (٨٩ عاماً) لهذه الجائزة يعود إلى يوليو/ تموز الماضي، ولا يمكن أن يتم مسح إنجازات شخص بسبب خطأ بسيط هنا أو هناك، لكن توماس لا يبدو أنها مستعدة للتنازل عن موقفها السابق.
في مقابلة نشرت على "يوتيوب" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي شرحت هيلين توماس تفاصيل ما جرى من أحداث تلت تصريحاتها الشهيرة تلك، مؤكدة أنها تفهم لماذا يعتبر البعض الإسرائيليين دائماً ضحايا، "ليس هناك من ضحايا آخرين غير اليهود لسبب بسيط، ألا وهو أن هذا العذر يخدم مصالحهم". متسائلة "لماذا لا نبكي على روسيا التي فقدت على يد هتلر ٢٥ مليون شخص". مضيفة: "إن الحرية في أمريكا تنتهي حين يتعلق الأمر بإسرائيل".
وتؤكد توماس أن موقفها واضح: "أريد أن أرى نهاية لجميع الاحتلالات الإسرائيلية لجميع الدول العربية.. لا أدري ماذا يفعلون بهذه الأراضي؟". مضيفة "لقد تم الاعتراف بإسرائيل كبلد من قبل الولايات المتحدة حينما دق الإسرائيليون الباب الساعة الثالثة فجراً على الرئيس هاري ترومان، وطالبوه بالاعتراف بإسرائيل، حيث لم يتم أمريكياً الاعتراف بأي بلد آخر بهذه الطريقة في وقت يتم مناقشة مثل هذا الاعتراف في أروقة الأمم المتحدة. نعم لقد مضت عجلة التاريخ على هذا. عليهم الخروج من جميع الأراضي المحتلة".
هيلين توماس ابنة للمهاجر جورج توماس الذي هاجر في 1890 من مدينة طرابلس بالشمال اللبناني وهو في عمر 17 سنة، لينضم إلى شقيقين كانا هاجرا قبله إلى ولاية كنتاكي الأمريكية، ثم عاد إلى طرابلس بعد 13 سنة ليتزوج والدتها مريم، وكانت أيضاً من طرابلس، وعادا معاً للعيش في قرية بكنتاكي اسمها "وينشستر"، وهناك في 4 أغسطس/ آب 1920 أبصرت هيلين النور.
ثم انتقلت العائلة في 1924 إلى مدينة ديترويت المزدهرة بصناعة السيارات في ولاية ميتشيغن، حيث افتتح والدها محلاً للبقالة، كما نشط في الوقت نفسه في حقل العقارات ليعيل عائلة من 9 أبناء على تجاوز فترة "الركود الكبير" في الثلاثينات. وفي ديترويت نشأت هيلين، أو "العجوز العربية" كما يطلقون عليها في واشنطن، وفيها بدأت العمل بالصحافة منذ 69 سنة بلا توقف.
Comments
Post a Comment