تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية
إكرام يوسف تكتب
مطلوب دروع بشرية لحماية الكنائس
مع تكرار تعرض اخوتنا وشركاء الوطن لمحن دامية في أعيادهم، ومع تخاذل أجهزة الدولة في التصدي لحالة الاحتقان التي رعتها مؤسسات دينية وإعلامية وثقافية وتعليمة، وتراخيها في مواجهة المحرضين على الفتنة ومنفذيها؛ لم يعد أمامنا ـ نحن أبناء مصر الحريصين على أمنها واستقرارها ـ إلا أن نتولى بأنفسنا حماية أخوتنا المسيحيين، ودور عبادتهم التي يذكرون فيها اسم الله ـ بصدورنا.. اسمحوا لي أن أدعو كل من يهمه الحفاظ على ما تبقى من سلامة عقل مصر وثقافتها وحماية مستقبلها، إلى المشاركة في فرق دروع بشرية تتولى حماية كنائس مصر ليلة عيد الميلاد المجيد.
فقد ظلت جرذان الظلام تسعى لنشر ثقافة التخلف والكراهية وبذر بذورها الغريبة على تراب مصر، ولم تحرك الدولة ساكنا لمواجهة المؤامرة، بل أنها تغافلت عنها ضمانًا لإلهاء المصريين بتنافر داخلي يلهيهم عن توجيه سخطهم في الاتجاه الصحيح: إلى المسئولين عن تردي أحوالهم، وتعاظم مختلف أنواع الفساد برعاية قوى الاستبداد.
واستمرت بذور الظلام المسمومة تنمو وتكبر، تغذيها جهود محمومة تسعى بالخراب في أنحاء البلاد، وعلى الرغم من تحذير قوى الاستنارة من مغبة هذا التخاذل الحكومي، والاقتصار على مواجهات أمنية طائشة بعد وقوع الكوارث؛ ظلت المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والإعلامية تعج بمن يتسللون لإذكاء نيران الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. ورغم مطالبة الحريصين على وحدة وطننا بتعديل دستوري يضمن إقامة دولة مدنية تقوم على أساس المساواة في المواطنة، ويجرم التمييز ضد أبناء مصر، ويعيد مصر خالصة لكل المصريين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والفكرية والعرقية؛ إلا أن الدولة تمادت في مهادنة قوى التخلف، وجبنت عن مواجهة القضية، والأحرى أنها تأمل الاستفادة من استمرار الوضع على ما هو عليه!
لم يعد هناك وقت.. فعيد الميلاد الجديد على الأبواب، وقد أنذرنا المجرمون بجرائم قادمة، تاركين رسالتهم في موقع الجريمة "البقية تأتي"!.. وها نحن جربنا انتظار تحرك حكومي يحول دون وقوع المحظور، ولكن لاحياة لمن تنادي!.. لا ينبغي أن نترك لهم اخوتنا دون حماية.. عار علينا إن فعلنا.. دم المصري حرام على المصري.. ولن نسامح أنفسنا ، ولن تسامحنا الأجيال القادمة، إن فرطنا في حقوق اخوتنا.. وفي حق وطننا ومستقبل أبنائنا. نحن الأقباط المصريين (المسلمين) أولى بحماية أخوتنا الأقباط المصريين (المسيحيين).. وهذه دعوة للتحرك وتنظيم فرق دروع بشرية تحيط بكنائس مصر وتحمي اخوتنا أثناء صلاتهم.. وليبارك الله مصر وشعبها ويحفظها من مؤامرات العملاء في الداخل والطامعين في الخارج. ويامن تقرأون الفاتحة.. ويامن تقرأون أبانا الذي في السموات.. قولوا معي: آميــــــــن.
Comments
Post a Comment